اكتب كل حرف من هذا الكتاب بالدموع
اكتبه و أنا مؤمن أعمق الإيمان بقوله تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )
و لكني لا أستطيع أن أراجع دموعي كلما ذكرت أن سلوى عاشت سنواتها الأخيرة تتعذب عذابا نفسيا مكبوتا رغم ابتسامتها الحلوة على الشاشة
كانت تحس أنها ستموت في زهرة العمر و أنها ستموت في كارثة و أنها ستترك صغارها وحيدين
تقول سلوى في إحدى قصائدها الحزينة و كل قصائدها حزينة
عندما أتخيل مستقبلي
أراه حافلا بسوء الطالع
فأبكي عليه مقدما
إني أرى الموت قريبا جدا
و من ورائه كارثة كبيرة
فأحبائي لا يزالون صغارا
أصغر من أن يستطيعو العيش وحيدين
كانت سلوى في موعد مع الموت على ارض الشهداء
جاءت من ارض الشهيد عمر المختار و عبرت سماء مصر
و هوت على رمال سيناء ارض الثلاثين ألف شهيد
ذهبت إلى ليبيا الشقيقة تشارك في برنامج التليفزيون الليبي تناغي الأطفال و تسعد الكبار كما فعلت في القاهرة على مدى اثني عشرة سنة
و أنجزت رسالتها و آن لها أن تعود إلى القاهرة يوم الاثنين الموافق 19 فبراير 1973
و ذهبت إلى المطار فقالوا لها إن الطائرة مليئة و أن عليها أن تنتظر طائرة الأربعاء ... الأربعاء المشئوم 21 فبراير 1973
و انتظرت و ركبت مع زميلها عواد و معهما أحباب من ليبيا و السودان و الأردن و لبنان و إخوان في الإنسانية من مختلف بلاد الله
و شاءت قسوة القدر أن تصاب بعض أجهزة الطائرة بالعطب فتضل الطريق و تصل إلى سماء سيناء فيتصدى لها جبن إسرائيل بقواته الضاربة على الأرض و الجو و تحيط طائرات الفانتوم بالطائرة المدنية العزلاء فتصب عليها نيرانها
و تهوى الطائرة الليبية شهيدة على رمال سيناء و تشتعل النار فيها فتحترق بمن فيها و تتركهم البربرية الاسرائلية ساعتين كاملتين أجسادا نازفة مشتعلة على الأرض لا تفكر في إنقاذهم حتى يتفحم منهم أكثر من مائة جسد منهم جسد سلوى الحبيبة.. سلوى الصغيرة.. سلوى الشاعرة
و لكن سلوى لا تموت.. بل تبقى قصيدة خالدة على رمال سيناء...
سلام على سلوى.. و لتذهب إلى ربها راضية مرضية
صالح جودت
الناشر مكتبة مدبولي
3 comments:
البربرية و الاعتدائات العمياء الغبية علي الابرياء حاجة مش جديده علي الاسرائيلين
و رمال سيناء تشهد بكده
ما نقدرش دلوقتي نقول اي حاجة غير اننا ندعي ربنا يرحمها و يكتبها من الشهداء و يجعل الجنة مثواها
شكرا على المدونة الرائعة
عسى الله ان يرحمها و يدخلها جنتة
انا ابنها و مهما قلت او حكيت وبكل دموع العمر بكيت و للمسؤلين سعيت مالقيتش غير ربى جانبى و اليه اشتكيت
Post a Comment